Thursday 11 October 2012

المشافي الميدانية في سورية وجهود جبارة من اجل حماية الجرحى من الاعاقة الدائمة


المشافي الميدانية  في سورية وجهود جبارة من اجل حماية الجرحى من الاعاقة الدائمة
د. شهرزاد الجندي

غرفة استراحة المرضى في احد البيوت التي تستضيف جرحى الثورة، هي المرحلة الأخيرة من مراحل التنقل من (المشفى الطيار) الى (المشفى الميداني) الى ( منزل قريب) الى (منزل أبعد) وهكذا....  فكرة المشفى الطيار أو الميداني جاءت في بداية الثورة السورية، حيث دخل الأمن السوري إلى بعض مشافي درعا وأجهز على الجرحى،  وقتها قرر الثوار انهم بحاجة الى مكان آمن لعلاج المرضى ..

اعتمد المتظاهرون المشافي الميدانية والمشافي الطيارة عوضاً عن مشافي الحكومة أو حتى المشافي الخاصة المراقبة من السلطات. وقد تبرع عدد من الشبان في أحياء التظاهر لإيجاد البيوت السكنية المناسبة البعيدة عن أعين الأمن والشبيحة وذلك لعلاج الجرحى في مكان آمن ولتجنب الإعتقال أيضاً.

التحول من مفهوم الاحسان الى مبدأ الحقوق




حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة والثورة
التحول من مفهوم (الاحسان) الى مبدأ ( الحقوق)
د.شهرزاد الجندي

تعود جذور التزام المجتمع الدولي بالنهوض بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة وإدماجهم في المجتمع والتنمية إلى أهداف الأمم المتحدة وبشكل خاص تلبية نداء ميثاق الأمم المتحدة فيما يتعلق بحقوق الإنسان الأساسية، وكرامة الفرد وقدره، ورفع المستويات المعيشية في ظل مزيد من الحرية. وقد كانت  اتفاقية حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، التي اعتمدتها الجمعية العامة بالإجماع في عام 2006 أداة لحقوق الإنسان وللتنمية.  وتمثل هذه الاتفاقية التزام المجتمع الدولي بإدماج منظور الإعاقة والأشخاص ذوي الإعاقة في جميع جوانب المجتمع والتنمية.

خلال الثورات العربية طالب شباب الثورة بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، واتجهت المطالبات في الدول العربية في معظمها نحو إعادة بناء النظام السياسي ليتحول إلى نظام ديمقراطي تعددي يقيم الدولة المدنية على أساس المواطنة والدستور والقانون، ويحقق للمواطنين المساواة والعدالة، ويوفر لهم الحرية والفرص المتكافئة على مختلف المستويات. هذا يعني بشكل واضح ان حقوق الاشخاص ذوي الاعاقة هي جزء أساسي من النظام الجديد الذي نطالب به.

وعندما نتحدث عن نظام جديد أو دولة جديدة تعتمد مصلحة الوطن أو المواطنين  تكون فيها المساواة والعدالة والكرامة والحرية للجميع، فنحن نعني بذلك كل المواطنين بدون استثناء، بما في ذلك كافة الاشخاص ذوي الاعاقة.

المصطلحات المستعملة في التعامل مع قضايا الاشخاص ذوو الاعاقة



حقوق ذوو الاعاقة، سورية

المصطلحات المستعملة في التعامل مع قضايا الاشخاص ذوو الاعاقة

من الضروي استخدام المصطلحات الصحيحة عند التحدث عن الاشخاص ذوي الاعاقة، حيث تعكس هذه اللغة مدى احترامنا للأشخاص واستعدادنا للتعامل  معهم وفق مبادئ حقوق الانسان وقواعد تكافؤ الفرص للجميع.

اعتمدت الأمم المتحدة الإتفاقية الدولية لحقوق الاشخاص ذوي الإعاقة في ديسمبر‏2006،‏ وتركز الاتفاقية على احترام حقوق الاشخاص ذوو الاعاقة، وهذا يقتضي منا أن نصحح لغة الخطاب المستخدمة في كثير من التقارير والدراسات والصحف والمقالات الإعلامية حتي لا يشوبها أخطاء غير مقصودة‏، والتي تعكس في الواقع وجود قصور وأخطاء في المفاهيم والمصطلحات اللغوية المستخدمة بخصوص الأشخاص ذوي الإعاقة‏،‏ مما يؤدي في كثير من الأحيان إلي تشويه الصورة الحقيقية للأشخاص ذوي الإعاقة‏.‏

كما هو موضح من مسمي الاتفاقية يأتي ذكر أشخاص أولا حتي لا يختزل كيان الشخص في إعاقته‏,، ويجب عدم إطلاق المسميات التي قد تؤثر علي نفسية الشخص ذي الإعاقة مثل كلمة أبله أو معتوه أو أبكم أو أخرس أو مكرسح وغيرها‏.‏  أولا لأنها غير علمية وغير دقيقة‏.‏ وثانيا لأثارها السلبية التي تكرس النظرة الدونية للأشخاص ذوي الإعاقة‏،‏ فالإختلاف هو التنوع والعوق يأتي من المجتمع إذا لم يهيء للأشخاص ذوو الإعاقة كل سبل الإتاحة ليمارسوا حياتهم بشكل يليق بكرامتهم ويلتزم بتوفير الخدمات الصحية و التعليمية والإجتماعية وفرص العمل بالإضافة إلي سبل الترفية‏.
وهنا نشير إلي أن هناك تحديث أفضل للمسميات المعبرة عن طبيعة الإعاقة تتميز بوضوح التعريف بالإضافة إلي عدم ورود دلالات سلبية فيها‏,‏ حتي لا نعزز الاتجاهات المجتمعية السلبية‏.‏ فنجد في حالة الصم فأن المسمي هو الإعاقة السمعية و يندرج تحتها الصمم أو ضعف السمع يستخدم و يستبعد كلية لفظ بكم‏,‏ فالأصم ليس أبكم لأنه يستخدم لديهم لغة معترف بها دوليا وهي لغة الاشارة‏.‏ أما الإعاقة البصرية‏,‏ فتنقسم المسميات إلي كف البصر أو ضعف شديد في الإبصار‏.‏ والإعاقة الحركية متنوعة من إعاقة حركية بسيطة إلي إعاقة حركية مركبة‏.‏

أما الأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية فلا يشار إليهم بأنهم ضعاف عقل أو متخلفين‏،‏ فإلي جانب كون هذا المسمي إهانة‏،‏ فهو أيضا توصيف خاطيء علميا‏.‏ والأشخاص ذوي الإعاقة الذهنية متنوعين في قدراتهم‏,‏ منهم من ينهي تعليمه المهني أو ما قبل الجامعي‏,‏ ومنهم من قد لا يتمكن من ذلك‏.‏ وتنقسم الإعاقة الذهنية إلي بسيطة‏,‏ ومتوسطة وشديدة‏.‏